دعوني أتكلَّم
حوارات ونقاشات عديدة من الأعمال التي اعتدت على ممارستها في تعاملي مع الأطفال والمراهقين ، من الأقارب والأصدقاء في نهاية العام الدراسي ، والاستعداد لقضاء العطلة الصيفية ، أحاول من خلالها أن أقف على ما يهمّهم ويشغل بالهم ، ويسبب لهم الضيق أو الفرح، أو غير ذلك من المشاعر .
كأن أسألهم مثلًا : عن أهم الأمور التي تعجبهم في والديهم ، وماذا يحبّون أن يقدموا لهم، وما الأمور التي يفعلونها ولا ترضيهم ، ومن أقرب إليهم من الأخوة والأصدقاء، و لماذا ؟ ، وماذا حقّقوا خلال هذا العام من إنجازات ، وأيّ هذه الإنجازات تشعرهم بالفخر أكثر ؟ ، وإلى أيّ حدّ هم راضون عن أنفسهم ؟ ……
في الحقيقة أحاول من خلال هذه الأسئلة إعطاء الأطفال فرصة للتعبير عن أنفسهم ، وتقييم ذواتهم ، وتقييم أداء من حولهم ، وخاصة الوالدين .
علاوة على أنَّ إتاحة الفرصة لهم للتعبير عن شؤونهم واهتماماتهم يعزّز الثقة بأنفسهم ، ويشعرهم بقيمتهم في أسرهم ومجتمعهم .
ولا اخفي أنني في كل مرّة أجري هذه الحوارات معهم ، أكتسب خبرة جديدة ، وأتعرّف على اهتمامات الأطفال والشباب، وأتعرّف على أسباب كثيرة ، يستهين الأهل بها ، ولا يقدّرون مدى تأثيرها فيهم ، قد تؤدّي إلى إيذائهم نفسيًّا ، أو تؤدّي إلى تأخّر تحصيلهم الدراسي من جهة ، وقد تؤدّي إلى إسعادهم بدرجة كبيرة ، أو تؤدّي إلى تفوّقهم الدراسي ، من جهة أخرى.
من هنا علينا أن نحاور أبناءنا ، ولا نستهين بتطلّعاتهم مهما اختلفوا معنا ، ومهما بدت أخطاؤهم كبيرة ، نحاول أقناعهم بحكمتنا وصبرنا ورحمتنا ، لا ننتظر رجاءهم ينهمر من عيونهم قائلًا : دعوني أتكلَّم ، دعوني أتكلَّم .
د. حنان أبو لبدة
كلية العلوم الإنسانية بأبها
جامعة الملك خالد